صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري

هل كان الخديوي عباس حلمي الاول رجعياً ومتشدداً وقاسياً كما يقال عنه ؟!
إنه الحاكم الوحيد منذ عهد محمد علي باشا الذي كان متدينا وقام بتطبيق الحدود الشرعية وحارب أاهل البدع والخرافات من الصوفية وغيرهم .كان يكره تدخل الغرب في شأن الوطن ومنع البعثات العلمية الى فرنسا واستبدلها بمدارس في مصر وكان يكره التغريب ويميل للفكر الاسلامي الشرعي ! أسس جماعة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فكانت تجوب الشوارع والقرى تأمر الناس باقامة الصلاة ومنع الانحلال والتهتك وأوقف وجرم دور البغاء ولعب الميسر وأسس من أجل ذلك غفير الليل لمنع الانحلال ومراقبة أماكن اللهو واللصوص وكان الغفير يمر في الليل ينادي بأعلى صوته ( هااااااه ... مين هناااك ) فكان ذلك يخيف كل مخالف
وأعاد الحدود ولاحظ كثرة السحرة والدجالين في مصر.... فقام بجمعهم ونفيهم إلى السودان لذلك ولكن يكثر هناك الآن السحرة والدجالون.
قام بعمل مشروعات مهمة جداً ، فقام بإنشاء الخط الحديدي بين مصر والاسكندرية، وبناء عدة مدارس حربية في منطقة العباسية وكانت صحراء وقتها ، وقام بمد خطوط التليغراف لتيسير التراسل بين الناس وأنشأ المساجد ومنهم مسجد السيدة زينب الحالي .
كان يصرف رواتب شهرية لأي أمير يواظب على الصلاة، ويمنع الأموال عن الذين لا يُصلون.
ذات مرة قامت إحدى حريم الحرملك بالتدخين، ولأن التدخين كان ممنوعاً ومحرماً فقام بمعاقبتها وأمر بخياطة شفتيها حتى لا تستطيع التدخين مرة ثانية ولتصبح عبرة لغيرها ولم ينفذ الحكم لتدخل العلماء .
قام بعض تجار الخمور والعبيد مع أصحاب الملاهي وخانات الخمور بتأجير بعض المماليك الاشقيا لقتله في قصره ثم قاد غير المسلمين والعلمانيون حملة شرسة لتشويه صورته حتى يومنا هذا والسبب :لانه كان يحب الاسلام وينوي تطبيق الشريعة كاملة في مصر !
تولى الحكم ما بين 1848م لـ1854م
المصدر : كتاب صفوة العصر في تاريخ رجال مصر
كتاب الانحرافات العقدية والعلمية في القرنين الثالث عشر، والرابع عشر وآثارها في حياة الأمة
كتاب كتاب الاعلام للزركلي 3/261 .